قانا

قانا جديدة
الأحد الموافق 30 يوليو 2006
صاروخ اسرائيلي يدمر منزلا سكنيا في قانا فيقتل أربعة و خمسين مدنيا منهم 37 طفلا
العالم يستنكر ، العرب يشجبون ، أمريكا تبتسم ابتسامة الموت و اسرايئل تعربد
و لا أحد يتحرك
مات الضمير الانساني


قانا جديدة
بعد عشرين عاما
قاناجديدة
أشلاء الأطفال
صرخات النساء
أنات الشيوخ
حتى الأطفال الوليدة
لم يرحموها في قانا الجديدة

 

ثمانية عشر يوما من الحرب
نصف قرن من الذل و الضرب
أهات و صرخات و دموع و كرب
فالعدو الصهيوني باقيا جاثما
و يموت أبناؤنا بالرصاص و البرد

يقولون وصلت القنابل للصهاينة من الأمريكان
يقولون قطعت أوصال الأطفال بأسلحة الأمريكان
يقولون هدمت صوامعنا و معابدنا بتكنولوجيا الأمريكان
هل لك أن تعطيني وقتا لأشكر الأمريكان
لأنهم اعطونا شرف الموت على أرصفة الشوارع
و في أتون الحرب و على الصلبان
فقبل أن أموت
أود أن أشكر الأمريكان


يقول العرب حزب الله متهور
و اقول لهم بل المشهد متكرر
نية ذئب مبيتة
و لا يوجد لها عربي متصور
وحش غول محب للدماء
متربص بحمل على نفسه متكور
و للعظات و الأيات غير متنور

جثث الأطفال تملاء الطرقات
دماء ، أشلاء ، صرخات و اهات
هل يتحرك العرب لنجدة الأشقاء و الشقيقات
هل يتكلم حاكم عربي بما يرضي الله لا الجنرالات
هل يمد أحدنا يده لطفلة
كانت تلعب بدميتها قبل أن تصبح جثة بلا روح و لا بسمات

تقول لي أين العرب ؟
هل طرد أحدهم سفيرهم
هل ثار هل ماج كبيرهم
هل اعترض و رمى بالقفاز شقيهم
هل صرخ هل رفض تقيهم
مالها من امتة ميتة
لا تتكلم اذ الصهاينة يقتلون صبيهم
و يسرقون حليهم
و يستبيحون أرضهم


هلموا شباب المقاتلين
هلمو يا أحفاد المجاهدين
لا تركنوا للضعة و الذل و حزب المساكين
لا تمشوا وراء كل حاكم عربي مهين
لا تحبوا الأمريكان و لا المجرمين
هلموا قاتلوا حاربوا ذودوا عن الضعفاء و المحتاجين
هلموا الى لبنان الى الشام الى حطين
هلموا ندفع عدو الله عدو الحياة عدو الدين
فلا كرامة و لا حياة لنا
ان عشنا نحش الخبز
و نقتات السلع
و ندخن النراجيل
و أطفالنا حطب لنار الملحدين
و نساؤنا يبكين فلا ينتصرن و لو بعد حين


هل يشاهد العالم ما جرى ؟
هل يشاهد من للدفاع عن الغرب انبرى
هذا هو غربكم الحضاري
هذا هو غربكم الثوري
هذا هو غربكم التقدمي
قاتل سافك دماء بربري
في دم أبناءكم يمشي
و للحم أولادكم اشترى


هلمو معي نرفع الأنقاض
هلمو قد نجد جثة طفل أو أنة مصاب
هلمو نرفع الحصى و الحجارة و التراب
من كسر دمية أطفالنا
من سرق أرواح أسرنا
من شرب و ثمل من دمائنا
هل ننتقم
هل نبكي
هل نضحك
هل نصرخ
أم نقول أن كل هذا سراب
فبيننا و بين العدو منذ زمن
اتفاقية و معاهدات و كتاب
أنظر في وجه طفلة شهيدة
اغتالت روحها قذيفة من التي قال عنها الأمريكان أنها سديدة
انها مصممة للحرب الجديدة
قادرة على قتل كل طفل و طفلة بطريقة عجيبة
فهي بعد أن تقتلهم
تجد من يدافع عنها و يقول سديدة
و تجد من العرب من يشتريها بنقود عديدة
صفقات سلاح من الخليج للمحيط
و معمل تجاربها
الطفلة الشهيدة

 


متى يهطل المطر من السماء
متى ينتهي طابور الشهداء
متى تنزل من السماء ملائكة كرماء
لتكفن الأطفال و الشيوخ و الأحباء
فقد نفدت أكفاننا
و ذهلت عقولنا
و راحت أنفاسنا
و العدو مازال يرمي بقنابله
و مازال العرب يتهمون حزب الله
بأنها كانت مغامرة خرقاء

 

وداعا يا احبائي
وداعا يا أهل قانا
وداعا من عالم لا خير فيه
الى عالم قد لا تجدو العدو فيه
و لا الأمريكان فيه
و لا العرب فيه
عالم يخلو من أناس
لم تنجح حتى دماء ابنائهم
في اخراجهم من ما هم فيه

وداعا

طارق عامر