عبير


اهداء الي عبير ، ضحيتنا عندما تركنا العلم للصلاة

عبير فتاة عراقية ذات ستة عشر ربيعا ، قتلها الجنود الأمريكان بعد أن اغتصبوها ثم أحرقوا جثتها ، كما قتلوا أختها الصغيرة ذات السبعة أعوام و أباها و امها ، لو كان الكلمات تبكي لابتلت الأوراق و ذابت و لكن الورق لا يشعر كمثل كل العرب

عبير
الملاك
اغتصبها كلب من الكلاب
قتلها و حرقها ، فاضت روحها الى السحاب
قتلها كلب أمريكي لا يعرف للرحمة باب

عبير
لم تجد فارسا عربيا بالجوار
لم تعرف رجلا حرا بالقفار
فقدت شرفها و حياتها
و نحن نشاهد كأس العالم بالديار

عبير
خافت و قالت الكلاب يراقبوني
خافت و قالت رعاع الأرض يشتهوني
نادت على رجال العرب احموني
صرخت بأعلى صوتها لا تتركوني
وااسلاماه أنقذوني

عبير
تركنا الملحد الحقير يقتلها
تركنا الأمريكي الملوث يغتصبها
تركنا الشيطان يلهو بشرفها و حياتها
و جلسنا نفتل شوارب الرجولة بعد مماتها

عبير
أسف لأني لم أكن هناك
أسف لأني لم أستطع أن أحمي ملاك
أسف لاني صدقت خرافة رجولة العرب
و شهامة العرب
و شرف العرب
و لم أعرف أن كرامة العربي صارت الى هلاك

عبير
ابنة الستة عشر ربيعا
لن تلهو في المدرسه مع الأطفال
لن تحلم بالورود و العصافير و الجمال
سقط جسدها الغض فريسة لوحوش
ضمائرها ملوثة بالأوحال

عبير
أنت لا تعرفيني
لم تسمعي عني لم تريني
فتي عربي ! هل أخجل من وطني و ديني
هل أخجل من أمة باعت شرف بناتها و أثرت حياة البهيم
هل أخجل من أمراء و شعوب تقبل أحذية الأمريكان كل حين و فين

عبير
كم من دموع على مبارة سكبناها
كم من هتافات لمطرب هتفناها
كم من خطب على الترهات قلناها
و اذ متّ ، قتلتي ، حرقتي
في صمت أخذنا الجثة واريناها
خجلا فسيدنا الأمريكي هو من قتلها
و لا يجوز أن نعض اليد التي نأكل من عطاياها

عبير
ضحية الضعف العربي المهين
ضحية التخاذل و التخلف و حضارة التعدين
ضحية أمة تكره الحب
و تسكت أمام كلاب بأرصدة البنوك ممسكين
يالعار أمة رضت أن تبيع حياة و شرف بناتها
من أجل حفنة ملاليم

 

عبير
هل تسامحينا بعد أن رضينا بالهوان
هل تسامحينا بعد أن تركناك لكلاب الزمان
هل تسامحينا و نحن نواري جسدك الطاهر التراب
و نستعجل الرحيل لنلحق بالأذان
نصلي بأرواح ملوثة
بأفكار ملوثة
بأماني في جنة ندخلها
بتأشيرة من سفارة قاتليك
بطائرة من صناعة قاتليك
نرشف مشروبا من انتاج قاتليك
ثم نبكي و نترحم عليك

عبير
قتلناك يوم تركنا العلم للخرافات
قتلناك يوم سمحنا للكلاب و الدبابات
أن تدنس أرض الحسين و الأشراف و الرايات
قتلناك يوم أودعنا في مصارفهم
أموالا كانت لقتلك و اغتصابك عونا
وكانت لحرقك فحما
و كانت لقبرك فرشات

عبير
وا اسلاماه يا عبير
وا محمداه يا عبير
يا الله يا عبير
أدعو بقلب دام
أسألك ربي بغضب عارم
لا أن تنزل صاعقة من السماء
و لا أن تزلزل الأرض و لا الماء
و لا أن ترسل ملائكة كرماء
أسألك أن تعطيني علما
أجعل به دمك المهدور سلاحا
أحرق به من قتلك حيا
أدمر من كان لشرفه نسيا
أطهر به الأرض من كل من كان على الدموع عصيا
فمن لم يبك عليك
لم يستحق الحياة

طارق عامر