يلاروس الإلهام

يتعلق تاريخ الرسم في بيلاروس بأسماء فنانين اشتهروا في جميع أنحاء العالم.

تتشابك التقاليد والحداثة بوئام في لوحات الفنانة البيلاروسية آنا سيليفونتشيك لتخلق لوحة معقدة وغريبة من المعاني والرموز. صور interfax.by
تتشابك التقاليد والحداثة بوئام في لوحات الفنانة البيلاروسية آنا سيليفونتشيك لتخلق لوحة معقدة وغريبة من المعاني والرموز. صور interfax.by

إن الفنان إيفان شيشكين الذي يعتبر واحد من أشهر رسامي المناظر الطبيعة الواقعيين جاء إلى بيلاروسيا في عام 1883 وفي عام 1892 م لرسم لوحاته حيث كانت تجذبه دائماً غابات بيلوفيجسكايا بوشا ومحمية بولسيا البيلاروسية الطبيعية التي لم يمسها أحد.

رسام في معرض قلعة ليوبتشا. صور: أليكسي إيسانتشينكو.
رسام في معرض قلعة ليوبتشا. صور: أليكسي إيسانتشينكو.

حقبة تامة من إبداعات إليا ريبين الفنية تتعلق أيضاً بأرض بيلاروس، ففي محلة زدرافنيفو في فيتيبسك حيث كان يعيش ذلك الفنان تم إقامة متحف وحديقة بإسمه كما أقيم له تمثال برونزي. و ريبين هو أستاذ البورتريه واللوحات التاريخية والحياتية وأستاذ الأكاديمية الإمبراطورية لفن الرسم وهو من ساعد العديد من الفنانين البيلاروسيين الموهوبين في إتمام تعليمهم فن الرسم ومن طلابه: ل. ألبيروفيتش ويا. كروتشر وكذلك يوديليا بين الذي افتتح في تسعينات القرن التاسع عشر المدرسة الفنية في فيتيبسك حيث نال تعليمه واحد من أشهر فناني الأفانغارد في القرن العشرين وهو مارك شاغال.

وعموماً شاغال ليس هو الشخص الوحيد الذي يمثل المدرسة الفرنسية من ذوات الأصول البيلاروسية، ففي ورشة لاروشيه (La Ruche) بالإضافة لشاغال الذي ينحدر من فيتيبسك كان يعمل أيضاً خايم سوتين (من محلة سميلوفيتشي بمحافظة مينسك) وميخائل كوكاين (من غوميل) وبينخاس كريمين (من بريست) وأوسيب ليوبي (من غوردنو) ويفغيني زيك (من ماغيلنو) وروبيرت غينين (من كليموفيتش بمحافظة موغيلوف). يجدر الإشارة إلى أن جمعية الرسامين الفرنسيين علقت لوحة شكر بأسماء كل من ساهم في إغناء فن الرسم العالمي فمن أربعة أسماء مذكورين في هذه اللوحة يوجد أسماء ثلاثة فنانين ونصف بيلاروسيين، وقلنا ثلاثة ونصف لإنه ورد في هذه اللوحة أسماء كل من مارك شاغال وخايم سوتين وأوسيب تسادكين وفيرنان ليجي الذي كان متزوجاً من البيلاروسية ناديا خوداسيفيتش (أثناء الزواج: خوداسيفيتش- ليجي). أما خوداسيفيتش ليجي فقد أصبحت مشهورة في مجال فن المونومينتوم وأصبحت لوحاتها الموزاييكية تعرض في جميع متاحف العالم. كما كانت إحدى النشطاء في تطوير العلاقات الفرنسية السوفياتية وقد منحت وسام راية العمل الحمراء ووسام جوقة الشرف الفرنسي كتقدير لجهودها.

أسماء جديدة

يعود الفضل في تطور فن الرسم في بيلاروس إلى ظهور أسماء جديدة في هذا المجال، فقد لمعت أسماء فنانين اشتهروا بشكل واسع مثل: نيكولاي سيليشوك وفلاديمير توفستيك ويفغيني كوليك وفاليري سلاووك وفيليكس يانوشكيفيتش وبيتر لوكيانينكو والنحات أليكساندر شاتيرنيك، كما حصل رسام الشعب البيلاروسي جبريل فاشينكو في عام 1993 م على ميدالية كومبريدج الفضية «رجل القرن العشرين»، أما معهد السير الذاتية الدولي فقد منح الرسام فاشينكو ميدالية «القرص الذهبي» و«رجل العام – 94».

في أواسط عام 1990 وبداية عام 2000 م دخل فنانون جدد إلى عالم فن الجرافيك البيلاروسي أمثال: بافيل تاتارنيكوف ويوري أليسيفيتش ورومان سوستوف ويوري ياكوفينكو وأندري باساليغا، كذلك مازال يعمل بنشاط جيل من الفنانين السابقين من أمثال: نيكولاي كوزلوف وفاليري سلاوك وفلاديمير فيشنيفسكي وليف عليموف. إن ممثلي مدرسة الجرافيكا البيلاروسية يتلقون إنطباعات إيجابية من نقاد الفن في المنشورات الخاصة ويحصلون على الشهادات في معارض الكتب والمعارض الفنية العالمية الضخمة، (فالفنانون يوري ياكوفينكو وأنجيلا ماليشوفا – نالوا الجائزة الكبرى في معرض النقش الدولي Jozep de Ribera في خيتافي (إسبانيا)، أما بافيل تاتارنيكوف فقد حصل على جائزتين: التفاحة الذهبية" معرض براتيسلافا الدولي للرسم.

معرض «Ў». صور: interfax.by

صالات العرض وغاليريات الرسم

يتمتع الفن البيلاروسي الحديث بطابع التجارب الشخصية المتنوعة، فالجرافيك ورسم الطبيعة وفن التصوير والنحت يتطورون آخذين منحى التوجه الشخصي الحديث، كذلك يلاحظ إنحراف وإختلاط الأنماط، بالإضافة إلى ازدياد أنشطة المعارض حيث تقام المعارض المفتوحة والإحتفالات والمشاريع الفنية.

قمة النشاطات المتعلقة بالمعارض الفنية يشغلها إتحاد الرسامين البيلاروسيين الذي يملك في مينسك صالة عرض: «قصر الفنون» تبلغ مساحتها 1000 متر مربع بالإضافة إلى صالات عرض في جميع المدن البيلاروسية الكبرى.

صالات عرض في جميع المدن البيلاروسية الكبرى. منذ نهاية تسعينات القرن الماضي يعمل في مينسك متحف فن الرسم ، كما أن لوحات فن الرسم الحديث تعرض بشكل منتظم في كل من: متحف الأكاديمية الحكومية للفن البيلاروسي ومتحف الفن الوطني في جمهورية بيلاروس والمتحف الوطني للتاريخ والثقافة في مينسك ومتحف ماسلينيكوف للرسم في موغيلوف ومعرض رسم فاشينكو في غوميل ومعرض الرسم في غرودنو وفيتيبسك وبريست وبارانوفيتشي.

بتاريخ 7 أيلول (سبتمبر) 2012 م افتتح في مينسك معرض رسم الفنان السوفياتي والبيلاروسي القدير ميخائيل سافيتسكي، إذ يبلغ الإرث الفني لبطل بيلاروس هذا أكثر 170 عملاً، أما سلسلة لوحاته المكونة من 16 لوحة والتي تدعى «أرقام على القلب» التي رسمها على شرف سجناء معتقلات الحرب العالمية الثانية فليس لها مثيل في عالم فن الرسم بتعقيداتها وابعادها وحلولها الفنية.

أما المعارض الخاصة في بيلاروس فتبلغ حوالي العشرة مع العلم بأنها جميعاً عبارة عن ساحات عرض للوحات الفن الحديث. فمثلاً في معرض «Ў» (مينسك) يمكن التعرف ليس فقط على التوجهات الحالية في فن الرسم الحديث بل ويمكن سماع المحاضرات والإشتراك بمناقشات العديد من الشخصيات الثقافية المشهورة البيلاروسية والأجنبية.

يبدأ فن الرسم البيلاروسي الحديث بالخروج إلى الساحة الدولية ففي العام الماضي تم افتتاح الجناح الوطني في معرض البندقية الـ 54 حيث تم عرض لوحات كل من الفنانين: يوري اليسيفيتش وارتور كلينوف وكونستانتين كوستيوتشينكو وفيكتور بيتروف ودينيس سكفورتسوف.

صور شاغالا في معرض مفتوح. صور: يفغيني خاتسكيفيتش