بيلاروس – دولة ومتحف

هذه المقارنة ليس مبالغ فيها، إذ يعمل في البلاد حوالي 2000 متحف تزداد كميتهم من عام لعام.

متحف فن العمارة الشعبية البيلاروسي الحكومي. صور: دميتري بوروفسكي.
متحف فن العمارة الشعبية البيلاروسي الحكومي. صور: دميتري بوروفسكي.

لقد كان الحدث الأهم في حياة البلاد هو افتتاح متحف الدولة البيلاروسية الحديثة بتفويض من رئيس جمهورية بيلاروس. أيضاً افتتحت بعد الترميم أبواب مجموعة قلاع مير وجوقة القصور والحدائق في نيسفيج.

وفق بيانات وزارة الثقافة فإنه لغاية 1 كانون الثاني (يناير) 2012 م بلغ عدد زوار المتاحف التابعة لها 211 999 4 زائر، منهم 3,8 مليون زائر زاروا المعارض بينما زار 1,1 مليون شخص البرامج الثقافية التعليمية.

في نهاية شهر حزيران (يونيو) أصدرت لجنة الإحصاء الوطنية كتيب «السياحة والموارد السياحية في جمهورية بيلاروس» صنفت فيه أكثر المتاحف التي تم زيارتها وهكذا جاء ترتيب العشرة متاحف الأولى فيه:

  1. المجمع التذكاري «قلعة بريست – البطلة» (600 338 زائر).
  2. جوقة قصور وحدائق غوميل (400 304 زائر).
  3. متحف ومحمية بولوتسك التاريخي الثقافي الوطني (عدد الزائرين 100 243 زائر).
  4. متحف تاريخ الحرب العالمية الثانية البيلاروسي (عدد الزائرين 400 219).
  5. متحف ومحمية نيسفج التاريخي الثقافي الوطني (عدد الزائرين 400 210 زائر).
  6. مجموعة قلاع «مير» (500 195 زائر).
  7. متحف بريست الإقليمي (300 187 زائر).
  8. المتحف الفني الوطني (900 182 زائر).
  9. مجمع خاتين التذكاري الحكومي (000 182 زائر).
  10. متحف فيتيبسك الحكومي (100 181 زائر).

يبلغ عدد التحف المعروضة في متاحف الدولة حوالي 3,1 مليون قطعة، مع العلم بأنه ابتداءً من عام 2009 م ولغاية النصف الأول من عام 2012 م زاد عدد تلك المعروضات بمقدار 211,6 قطع.

مجمع "دودوتكي" الإثنوغرافي الفريد. صور: interfax.by..
مجمع "دودوتكي" الإثنوغرافي الفريد. صور: interfax.by..

بمناسبة عيد «دوجينكي» في عام 2012 م ظهرت تحفة فريدة ضمن التحف التي يعرضها المتحف الإقليمي في مدينة غوركي الذي تم نقله إلى أحد القصور التي تم بناؤها في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، ومن المؤكد بأن تلك التحفة ستلفت إنتباه السواح، إذ أنها مكرسة لشرف كازيمير بادزيرسكي، إذ أن القصر المذكور أعلاه كان يعود لصانع عطور جعل من غوركي مدينة مشهورة في كل أنحاء العالم: حيث نال ذلك العطار في عام 1900 م الميدالية الذهبية في المعرض الدولي الذي أقيم في باريس بعد أن اخترع كريم ضد النمش. يجدر الإشارة إلى أنه أثناء عملية ترميم القصر بمناسبة عيد «داجينكي» وفي علية القصر عثروا على وصفات بادزيرسكي النادرة التي يعود تاريخها للقرن التاسع عشر.

أما أروع فنون الرسم والنحت البيلاروسي التي تم إنتاجها في مختلف العصور بدءً من العصور القديمة ولغاية أيامنا هذه فيمكن مشاهدتها في المتاحف الفنية في البلاد. فأضخم مجموعة فنية يملكها اليوم المتحف الفني الوطني البيلاروسي كذلك تقام في هذا المتحف معارض للفنانين البيلاروسيين الجدد، بينما هناك مجموعات فنية رائعة محفوظة في كل من: المتحف الفني في فيتيبسك والمتحف الفني في موغيلوف ومعرض بولوتسك الفني ومتحف فن الرسم الحديث في مينسك، أيضاً تقام في العديد من المدن البيلاروسية معارض فنية يمكن ان نشاهد فيها أعمال الفنانين المحليين.

لقد كان المعرض الدولي للألوان المائية «ماء + ألوان» من ألمع الأحداث التي جرت في الحياة الثقافية في البلاد ذلك المعرض الذي أقامه متحف ومحمية بولوتسك التاريخي الثقافي الوطني.

أقام متحف فيلييف للتقاليد المحلية مسيرة للسيارات جالت بين الأماكن المتعلقة بالحرب العالمية الأولى، أما متحف مياديل للمجد الشعبي فيدعو لرحلات مسرحية «قضاء ناروتشان – هو قضاء الفدائيين» الذي يقام في الغابة حيث كان موقع تجمع فوج فوروشيلوف.

يمكن لزوار مدينة ليوبان التعرف على لوحة «بيوم واحد من حياة صبي ما قبل التاريخ». تقام حفلات الموسيقا الكلاسيكية في قصر بروجانسكي وفي مجمع متاحف نابليون أوردي وكذلك في متحف رومانوف الإقليمي في مدينة موغيلوف.

أما في المتحف الإقليمي في بريست فقد قاموا بتنظيم حلقات تدريب على رمي السهام.

وهنا لا بد من ذكر متحف بريست «التحف الفنية القيمة المنقذة» الذي يتم جمع معروضاته من المنتجات الفنية والقطع الأثرية القديمة التي يصادرها الجمارك من المهربين. حيث نشاهد ضمن معروضات هذا المتحف مجموعة الأيوقونات الروسية الفريدة التي تعود للقرون السادس عشر – العشرين ومنتجات شركة فبرجي من الجواهر والأحزمة والخناجر الفضية القوقازية والرسوم اليابانية على الحرير والمزهريات الصينية والتحف البودية المصنوعة من البرونز والعاج بالإضافة إلى منتجات مشاهير فن الرسم مثل: ف. أ. برونيكوف وي. ك. ايفازوفسكي وم. أ. فروبيل وف. ليجي.

ما هو شكل النقود القديمة التي كانت في بيلاروسيا؟ وما هو طريق الكهرمان وأين يمر؟ يمكنكم التعرف على كل ذلك وعلى أشياء أخرى كثيرة بزيارة معروضات البنك المركزي التي يدخل فيها أيضاً عملات بيزنطية نادرة من القرنين العاشر والحادي عشر بالإضافة إلى محفظة نقود مصنوعة من الجلد مع 127 قطعة نقدية من الذهب الأوردي التي يعود تاريخها لنهاية القرن الرابع عشر وبداية القرن الخامس عشر، ومجموعة عملات غروشي البراغية والتاليري من أوروبا الغربية والريالات الإسبانية وغيرهم. أكثر ما يجذب ضمن معروضات القرن التاسع عشر هو الكنز الذي تم العثور عليه في إحدى زجاجات الشمبانيا حيث تم العثور بداخلها على 80 قطعة نقدية روسية وبروسية فضية كبيرة يعود تاريخها لنهاية القرن الثامن عشر والنصف الأول من القرن التاسع عشر. أما المكافاة فتشاهدونها في النقود التي تعود للحقبة السوفياتية والتي تضم التشرفونتسي الذهبية التي ترجع لعام 1923 م والروبل والنقود التذكارية لجمهورية بيلاروس الصادرة منذ عام 1996 م ولغاية يومنا الحاضر، وكذلك السبائك الفضية والذهبية والبلاتينية المختومة بختم البنك الوطني.

إن عشق جمع العملة مزروع في دم الكثير من البيلاروسيين، إذ يعمل في البلاد بشكل رسمي 14 متحفاً خاصاً. منذ عام 2011 م واستناداً لمرسوم رئيس الجمهورية فإن هذه المتاحف تتمتع بنفس الحقوق التي تتمتع بها المتاحف الحكومية من حيث تسديد الضرائب. تعتبر وزارة الثقافة بأنه بفضل مشاركة القطاع الخاص فإنه سيتم في البلاد افتتاح المعارض الفنية والمتاحف الإقليمية كذلك ستظهر متاحف للشركات وكمثال على ذلك فإنه يمكن أن يشاهد المستثمرين المحتملين مجمع «دودودتكي» الإيثوغرافي الفريد الذي يقع على مسافة 50 كم إلى الجنوب من مدينة مينسك.

إن أول متحف خاص تم تأسيسه في عام 1993 م أصبح قبلة يدعى إليه بالدرجة الأولى أعز ضيوف المواطنين البيلاروسيين البسطاء كذلك تدعو المؤسسات الرسمية الشخصيات الحكومية الرسمية لزيارة ذلك المتحف.