نظرية الفلافل


لذيذة هية الفلافل اذا أكلتها من محل مصري صميم
بكل زيتها المقلي مائة مرة و مكوناتها المنتجة للغازات و بعدها التام عن مقومات الطعام الصحي تظل واحدة من أشهى الأكلات المصرية التي يعشقها الجميع
رجل الفلافل أو العامل الذي يقوم بصنع الفلافل يحضر وعاء كبير مملوء بالفول الممهوك والمخلوط بالبهارات و بعض الخضراوات ثم يبدأ في تكوير كميات صغيرة متتالية بسرعة لانتاج الفلافل لزبائنه
الى هنا و كل شئ مألوف و لا غرابة فيه
لو حاولنا معرفة عدد حبات الفلافل التي سيتم انتاجها أو معدل انتاج الفلافل في الدقيقة أو الساعة أو محتوى حبة الفلافل الواحدة من المكونات المختلفة أو حاولنا تقييم مدى تساوى حبات الفلافل في الحجم أومدى مطابقة الفلافل المنتجة لأي معايير يتم اختيارها لفشلنا
الفلافل تنتج ، الفلافل تستهلك ، و لكن انتاج الفلافل لا يدار بمعنى لا ادارة له
هكذا نعمل في مصر
الناس تنتج طعامها و شرابها و لباسها و تدير محطاتها الكهربائية و المائية و تقود مواصلاتها و تعلم و تعالج أبنائها بطريقة انتاج الفلافل
نحن نقوم بعمل الشيّ ، لكن أن نخطط أو ندير أو نحسب أو نتنبأ أو نقوم بأي دراسة احصائية حقيقية عن أي نشاط حياتي نقوم به فهو الشئ الذي لا نبرع فيه
بهذه الطريقة الفذة في العمل استفحلت مشكلة القمامة في مصر حتى تدخل السيد رئيس الجمهورية شخصيا لحلها
بهذه الطريقة في العمل ازدحمت طرقنا و اشتعلت قطاراتنا و غرقت عباراتنا
بهذه الطريقة مصر تصدر في السنة منتجات بأقل من مدينة أوروبية صغيرة
لا وجود لمفهوم الجودة أو التخطيط أو الرقابة الانتاجية أو المعايير في طريقة الفلافل ، يتم الانتاج بشكل اعتباطي و المعيار الوحيد أنه يباع اذن فهو ناجح
في ظل انعدام التنافس المراقب في مجال الخدمات الحكومية في مصر و في ظل الحماية الجمركية القوية للمنتجات المصرية ضد المستوردة ستظل الفلافل هي المنتج الأكثر مبيعا
المنتج المصري في أسواق العالم فقير و ضعيف و غيرتنافسي بالمرة لأنه منتج بطريقة الفلافل و لا أحد يأكل الفلافل بنفس الكم الذي يأكله المصريون
اذا أردنا أن نتفوق في حياتنا في يوم من الأيام فلنبدأ بعد عدد حبات الفلافل التي ننتجها !!

الناس في هذه المحادثة