مشروع أبناء الاسكندرية


لي حلم صغير
أنا واحد من أبناء مدينة الاسكندرية المصرية ، أحب مدينتي و أتمنى أن تكون أفضل مدينة في العالم و يحزنني أن مدن عريقة مثلها و مثل القاهرة و دمشق و صنعاء و غيرها من مدننا العربية العريقة تعاني من مشاكل التخلف الحضاري بينما المدن الشابة الجديدة مثل دبي و الدوحة و الرياض على مستوى جيد جدا من التنسيق و الجمال و النظافة و توفر الخدمات ... الخ لذا فكرت في انشاء جمعية صغيرة من أبناء مدينتي تتولى اصلاح جوانب القصور و الخلل في مدينتنا الصغيرة و كذا توعية الجمهور بالأشياء التي جبل الناس عليها و تشوه وجه مدينتنا و محاولة تغيير الانماط السلوكية التي تدفعهم لذلك و مثلا دعنا نتحدث عن بعض سلبيات مدينة الاسكندرية العريقة " و ذلك لا يقلل من كونها أجمل مدن العالم العربي من وجهة نظري" :

1- القمامة منتشرة في أغلب الشوارع الجانبية بما يؤذي العين و النفس و للأسف فان شركة النظافة التي تقوم بالنظافة حاليا لا تراعي القواعد المهنية كما ينبغي بل و تترك القمامة على الأرض بعد رفع بعض ما في الصناديق مما يؤدي الى تلوث المنطقة المحيطة بالصناديق كلها

2- صياح البائعين المتجولين على العربات الكارو باستخدام الميكروفونات تحول الى ظاهرة موجودة أغلب أوقات اليوم من باعة الكلور للأدوات البلاستيكية للخضراوات للروبابيكيا و حتى بائعي السميط و الفول الساعة الواحدة بعد منتصف الليل دون مراعاة لحرمة بيت أو مريض أو طالب يستذكر دروسه أو حتى النائمين

3- ظاهرة الكتابة على جدران المدارس و العمارات و محطات الأتوبيس و سور الكورنيش و كل شئ و لست أدري لماذا لا يرسم الناس في كراسات رسم أو كشاكيل أم أن الكتابة على الممتلكات العامة نوع من الدعاية؟

4- لست أمتلك احصائية دقيقة عن نسبة الشوارع ذات الأسفلت المدمر و المقبات و البروزات و الحفر و البلاعات المفتوحة و لكني و عن تجربة شخصية اتحدى أي مالك سيارة أن يحافظ على ترابط عفشة سيارته أكثر من سنتين من القيادة في شوارع الاسكندرية

5- الرصيف في الاسكندرية " فيما عدا الكورنيش و مناطق قليلة تعد على أصابع اليد الواحدة " اما أنه لا وجود له أو صغير جدا و ضيق لا يتعدي الخمسين سنتيمتر أو مشغول ببضائع المحلات الطلة عليه أو بباعة الأرصفة كما أنه عال جدا بما لا يسمح لكبار السن بالصعود دون معاناة و كذا لم أجد رصيف كامل لا توجد منه أجزاء متهدمة أو بلاطات مكسورة مما يجبر المشاة على السير في نهر الطريق مما يعرضهم للمخاطر

6- عبور الشارع و خاصة الشوارع العريضة مثل طريق الحرية و الكورنيش أصبح مأساة خصوصا للأطفال و السيدات كما أن الظاهرة التي لاحظتها حديثا أن سائقي السيارات لا يكلفون أنفسهم عناء الوقوف لأي انسان شيخا كان أم امرأة ، طفلا أم سيدة مسنة أو حتى أم تحمل طفلها بل يتعمدون العبور السريع قبلهم تاريكينهم في عرض الطريق يواجهون جحافل السيارات ، أما عساكر المرور فغير موجودين الا في الاشارات و لا يمكن الاعتماد عليهم في كل الاماكن

7- تريد شيئا تستظل تحته من الحر ، نسيما عليلا في منطقة بعيدة عن البحر؟ لن تجد الا في أماكن قليلة لأن الأشجار اختفت و لا توجد أشجار تحمى الطرقات من قيظ الصيف بعد أن كانت الاسكندرية مشهورة بأشجارها الوارفة و لنا نموذج مشهور في شارع ونجت بحي شرق منطقة الرمل و كذا طريق الحرية بالقرب من منطقة الشلالات أما بقية الشوارع فأسفلت فقط!

8- عندما تشاهد المباني اللتي تركها لنا محمد علي و اسماعيل باشا و غيرهم من حكام عصر النهضة تجد التصميم الروماني و الأوروبي الفريد لكل عمارة أو مبنى سكنى كان أم تجاري أما الأن فأغلب العمارات عبارة عن بلوكات أسمنية قبيحة غير متناسقة لا في الألوان و لا في ارتفاعات الطوابق و لا حتى في احترام النسبة بين عرض الشارع و ارتفاع العمارة المطلة عليه ، و حتى يكتمل الموضوع لا يقوم سكان العمارات بصيانتها بشكل دوري فتنتشر الشروخ و تتعرض للانهيارات و لنا في حادث انهيار عمارة محرم بي من يومين دليل على انعدام الصيانة لدى أغلب العمارات

9- من المعروف أن عدد السيارات في مصر قليل مقارنة بالدول العربية الأخرى أو بدول أوروبا و لذلك فالمواصلات العامة هى الوسيلة الرئيسية للانتقال لغالبية المواطنين و هى الأتوبيسات و الترام و قطار ابوقير و الميكروباصات و التاكسيات و فيما عدا الترام الذي أرى رغم بطء حركته أنه افضل و أأمن وسيلة مواصلات متاحة فيما يلي بعض الملاحظات عن وسائل المواصلات الأخرى :

الأتوبيسات : الحالة الفنية لأغلبها سيئة و تخرج من العوادم ما يكفي لاصابة كل من الشارع بالأمراض و لا تأتي في مواعيد ثابتة و شديدة الزحام " سعة الباص مثلا 57 راكب و تجد أكثر من 130 راكب به" و حدث و لا حرج عن حالات السرقة و النشل و التحرش الجنسي بالسيدات و تقطيع الحقائب بل و ضياع فرصة النزول في المحطة المطلوبة لأن الانتقال للباب للنزول نوع من الكفاح

قطار أبوقير : وسيلة جيدة و سريعة و لكن البعد بين محطاته كبير و كذا يمر بمناطق بعيدة عن التجمعات السكانية الكثيفة فيما عدا بعض القسم الشرقي منه " من محطة سيدي جابر و حتى محطة المنتزه" و كذلك حوادث المزلقانات متكررة فيه بسبب عبور الناس دون اكتراث لمجئ القطار و لكن يبقى عموما افضل من الأتوبيسات

النعوش الطائرة : أسف أقصد الميكروباصات و لا تلم الا نفسك اذا فكرت في ركوب أحدها " للذكر ، هى أكثر وسائل المواصلات توافرا و تغطي جميع أنحاء الاسكندرية و رخيصة السعر و لذلك يخاطر الناس بركوبها" لتجد نفسك في ملاهي ديزني حيث ينطلق قائدوها بسرعة رهيبة و في خطوط منحنية شديدة الخطورة و اذا وصلت بسلام الى وجهتك تشعر أنك خرجت لتولك من خلاط سريع خضك و عجنك حتى النخاع و لا عزاء للحوامل

التاكسيات : حالة أغلبها سيئة للغاية و عمرها الافتراضي انتهى أو يكاد و في أغلب الأحوال ينتهى ركوبها بمشاجرة مع السائق حول قيمة الأجر المطلوب في التوصيل و ذلك لأن السائق يرفض الاتفاق من الأساس على الأجر قبل التوصيل كما أن العدادات موضوعة للزينة فقط " أو في لاحتمال تفتيش ادارة المرور"

10- لماذا لا يحافظ الناس على الممتلكات العامة؟ تجد التليفونات العمومية و الاشارات و اللافتات و اللوحات و حتى الكراسي العامة بحالة مزرية و مدمرة و مكتوب عليها و سماعات التليفونات مقطوعة أو مخدوشة و اللافتات مدمرة و على الأرض !

11- لو كنت كبير السن و تحتاج الى دخول الحمام في أوقات متقاربة فأنصحك بعدم النزول من بيتك لأنه لا يوجد سوى عدد قليل جدا من المراحيض العامة و حتى هذه المراحيض تحتاج الى تطهير قبل أن تصبح صالحة للاستخدام الأدمي

12- أخيرا و ليس أخرا متى رأى أحد أبناء الاسكندرية يوما لا تكون فيه الطرقات مزدحمة بالسيارات و البشر و الدراجات النارية و البهائم و حتى الكلاب و القطط كأننا في سيرك و ليس في مدينة متحضرة

حلمي أن تقوم الجمعية بجهود و تمويل أعضاءها و كل محبي الاسكندرية باصلاح ما سبق و بتوعية الجمهور للحفاظ على الممتلكات العامة و كذا حث الجهات الحكومية على اعادة النظام المفقود لبعض الأنشطة اليومية ، حلمي في مياه بلا كلور قاتل ، كهرباء لا تنقطع ، شوارع نظيفة جميلة منظمة ، أناس لا يبصقون في الشوارع و أعمدة انارة لا تسقط على الأرض ، أنا في مرحلة رسم الخطوط الأولية للجمعية و ليس للجمعية مقر و لا موقع على الانترنت و لا هي حتى مشهرة و ليس بها أعضاء غيري حتى الأن و لكنى أطرح الموضوع و الفكرة لكل أبناء الاسكندرية و محبي الاسكندرية ، الحكومة لديها ما يكفي من المتاعب و المشاغل ، فهل نتكاتف بجهودنا الذاتية لغلق جميع البلاعات في الشوارع أم ننتظر حتى يسقط فيها أولادنا ثم نصرخ و نقول " الحكومة خدت الضرايب و موتت العيال؟"

في انتظار تعليقاتكم و مساهماتكم

الناس في هذه المحادثة